بين حضان المودا والعصرنة نساء مدخنات ...
- تدخين المرأة ضد الأنوثة والجمال والعرف والتقاليد
- 7 oct. 2017
- 4 min de lecture

كانت المرأة على مرّ العصور والأزمان مثالا للجمال والصحّة والقوام الرشيق، إلى أن ظهرت السيجارة وأمسكت بها بعض النساء ووضعنها في أفواههن.. لينفثن مع دخانها رائحة الثورة والتمرّد على العادات والتقاليد الصحية والبيئية بصورة عامة، فقد أثّرت هذه السجائر الصغيرة، وكذلك الحال بالنسبة للشيشة، على شكل ومضمون ومقومات الأنوثة، إذ لا تمت بصلة من الصلات إلى الرشاقة والجمال أو الصحة، بل إنها عدو ثابت بالوجه القطعي للبشرة والجسد وللمجتمع من خلال ما تخلّفه من سلبيات وأضرار على المرأة وأطفالها.
قلة الوعي، كثرة أوقات الفراغ، إضافةً إلى ازدياد التوتر العصبي لدي كثير من النساء في المجتمع العربي، ناهيك عن تأثرهنّ بالرجال المدخنين، وتقبل بعض المجتمعات إلى حدٍّ ما لمشهد المرأة المدخنة وكذلك انتشار المقاهي العامة والاستراحات الصيفية التي تشجع على التدخين، أسباب مجتمعة أدت بالمرأة العربية إلى ممارسة عادة التدخين أحياناً على مرأى من المجتمع، وأحياناً أخرى بعيداً عن أعين الناس تجنباً لنقد أو الخوض في مناقشة تتطلب تبرير الأسباب وشرح الدوافع… وعلى ذلك هاته بعض العينات اللواتي سقطن في ظاهرة الادمان للتدخين .....
على مدى عشر سنوات متواصلة، ظلّ التدخين سبباً رئيسياً وراء الخلافات المحتدمة بين "احمد" وزوجته المدخنة، ورغم تعدها بالتوقف والامتناع عن التدخين مراراً وتكراراً، إلا أن الزوج كان يكتشف كذب زوجته وعودتها إلى تدخين السجائر من دون علمه.
يقول الزوج: “بصرف النظر عن مخاطر التدخين الصحية التي لا يختلف عليها اثنان، فإنني أعارض تدخين المرأة الذي يتنافى مع أنوثتها، كما أنه يفقد بشرتها النضارة والصفاء، فضلاً عن تشويه رائحتها، فبدلاً من أن أشتم منها رائحة العطور والبخور، أشتم من أنفاسها ومن ملابسها رائحة السجائر، وقد كانت هذه المسائل محل خلاف بيني وبين زوجتي السابقة والتي أدت إلى نفوري منها تدريجياً حتى تم الانفصال”. وإذا كان احمد قد انفصل عن زوجته بسبب تعاطيها السجائر، فإن كثيرا من الرجال يرفضون الارتباط بامرأة تتعاطى السجائر أو الشيشة، وذلك لعدة أسباب أهمها نظرة المجتمع التقليدية للمرأة المدخنة والتي تفقدها جزءا من أنوثتها، برأيهم، ويجعلها تتشبه بالرجال، بالإضافة إلى مخاطره على صحتها وتأثيره السلبي على الخصوبة والإنجاب.
من جهة اخرى ان التدخين له تأثير سلبي على خصوبة المرأة، فالمرأة المدخنة تزداد لديها نسبة تأخر الحمل والإنجاب، كما أنها تصبح عرضة للإجهاض، إذ أن التدخين يؤثر على تلقيح البويضة وزراعتها في جدار الرحم بشكل سلبي، وقد يتسبب التدخين في حمل المرأة خارج الرحم، كما أنه يؤخر ويضعف نمو الجنين، وذلك لتأثيره على الأوعية الدموية في المشيمة والتي تغذي الطفل، وقد يؤدي تدخين المرأة الحامل، إلى نزول السائل الأمينوسي قبل الأوان، وبالتالي إلى الولادة المبكرة، وقد يؤدي إلى انفصال المشيمة وحصول نزيف خلال الحمل، وقد يؤدي إلى تغيير مكان المشيمة أو ما يسمى بتقدم المشيمة والذي يتسبب بحدوث نزيف وولادة مبكرة قبل اكتمال أشهر الحمل ونمو الجنين.
وترى نور الهدى، أن التدخين يقتل داخل المرأة مشاعر الرومانسية، ويقتل أنوثتها ويقضي على حيائها، إضافةً إلى الأضرار الصحية التي تعانيها، والتي أثبتتها دراسات علمية وأبحاث مخبرية، وتستهجن الفتاة من مجاهرة بعض النساء بالتدخين في الأماكن العامة وفي حضور أزواجهن، مؤكدة أن ذلك يشعرها بالمرارة لافتقار الزوج النخوة والمرأة المدخنة الحياء الذي هو تاج وقارها وسبيل عزتها واحترامها. وشددت الفتاة على ضرورة إقلاع المدخنات عن التدخين حفظاً لصحتهن والتزاماً بتعاليم دينهن الذي جاء محرماً للتدخين كونه سبيل لإهلاك النفس وإزهاق الروح.
فيما لفتت إيناس أن المرأة المدخنة تحمل إيحاءات غير أخلاقية من خلال حركة التدخين التي تقوم بها ومن ثمّ فإن نظرة الرجل والمجتمع عموماً لها نظرة غير لائقة بها. وأشارت الفتاة إلى أن تدخين المرأة يأتي في إطار استخدام الحريات ومبادئ المساواة بين الرجل والمرأة والتي تم استيرادها من الغرب بطريقة خاطئة وتؤثر سلباً على صورتها الاجتماعية، مؤكدة أن المجتمع ينظر لها على أنها متمردة على قيمها الاجتماعية وعلى عاداتها ودينها الذي تربت عليه.
فيما تبرر عدة الضحايا ان سبب ادمان التخين هو سقوطهن في عدة مشاكل التي جعلتهن في احتكاك اكثر من مباشر مع العالم الخارجيفمثلا:ظروف طلاق الذي مرت بها "حياة" أدت في النهاية إدمانها التدخين، رغم ما تعانيه من أوضاع اقتصادية سيئة قد لا تستطيع معها إلى توفير ثمن علبة السجائر فتضطر إلى الاستدانة حيناً، أو شراء أعواد محددة وفق ما يتوفر لها من مال.
البداية في تناول حياة السجائر كانت في إطار "المودا والتفتح"، طبقاً لقولها، ومن ثمَّ باتت لديها عادة وأخيراً أدمنتها حتى أن عدم تناولها للسيجارة يجعلها في مزاج عصبي ومتوتر، تؤكد السيدة أنها لم تكن لتجرب التدخين لولا ظروف وضغوطات مرت بها؛ فوجدت التدخين وسيلةً للهرب مما تمر به أو حتى نسيانه لكنها ما لبثت أن اعتادت عليه وباتت تدمنه رغم ضعف قدرتها المادية، وأضافت قائلة:"بعدما طٌلقت من زوجي ضاق صدري وتألمت نفسياً، فاتجهت للتدخين ولم أستطع الإقلاع عنه"، ولعل اعتياد ابناها على رؤيتها والسيجارة لا تكاد تغادر فمها جعلهما يقلدانها دون أن تملك سبيلاً لإثنائهما.
تؤكد أنها كلما حاولت أن تثني أبنائها عن التدخين، وجدت نفسها عاجزة كونها لم تمثل لهما مثلاً وقدوة تقول:"لذلك أتمنى الإقلاع عن التدخين خاصة بعد الدراسات الكثيرة التي تناولت نتائجه على صحة الإنسان". وتضيف السيدة أن ممارستها لعادة التدخين السيئة أثرت على علاقاتها الاجتماعية خاصة وأن محيطها الاجتماعي محافظ وينظر للمرأة المدخنة كخارجة عن عرف المجتمع وعاداته المستمدة من تعاليم الدين الإسلامي.
ان لتدخين مخاطر لا تحصى لذلك حذر منه الاطباء وغيرهم للاثار السلبية التي يعود بيها على المدخن وحتى مجتمعه تؤكد الأبحاث العلمية والدراسات الاجتماعية الطبية، أن المرأة وخاصة الفتيات، لا يعرفن تماماً مخاطر التدخين، وأنهنّ عندما يبدأن بالتدخين فإنهنّ لا يحصلن على النصائح الطبية الكافية لتفادي ذلك.
في ذات السياق تؤكد دراسات علمية أخرى أن 65 بالمئة من أطفال الأمهات المدخنات يولدون معاقين، وأن أهم الأضرار التي يسببها التدخين للمرأة هو العقم كما يصعب احتمالات الحمل.
كما تتعرض النساء الحوامل المدخنات إلى إسقاط الحمل، وانخفاض أو انقطاع حليب الرضاعة، أما فيما بعد الولادة فكثيرا ما يحدث الموت المفاجئ للأطفال حديثي الولادة. إضافة للعاهات التي تصيب الجنين بسبب تدخين أمه كالتخلف العقلي الذي يحدث للدماغ وعدم اكتمال الرئة.
بلال لعيداني
Comments