الأغنية السطايفية و الاغنية الشاوية الملتزمة ، لقد ظلت الاغنية السطايفية منذ سنوات طويلة تحمل رسالة اجتماعية نبيلة ، فظلت تدعو لحب الوطن و طاعة الوالدين و العطف على اليتيم و حملت مشعل الفقراء فحكت عن حالهم و حكت عن حال اليتيم و ابكت مستنعها ، من شمال سطيف و منطقة بوعنداس التي تختفي في هبة و وقار وراء هضاب سطيف الكبيرة في سنة 1978 ولد عبد الغاني سعيداني ترعرع فيها و اكمل دراسته للطور الثانوي فيها ، ظهر ميوله للفن للغناء و العزب ، فلم تكن هناك معاهد و لا ورشات ، لكن الموهبة ظلت في قلبه تغني و بعدما بلغ عبد الغاني الذي عرفه حينها الاقارب و الاحباب بالشاب وليد ، لما بلغ الشاب وليد عمر 19 سنة ازداد شوقه و حبه للغناء و الموسيقى فأصبح يستغل اي فرصة ليتسلل نحو بجاية او نحو سطيف لعله يكتشف شيء عن عالمه و يلقى فرصى ، و بعد العشرية السوداء تماما و رحيل التسعينيات ، قرر الشاب وليد ان يخطو اول خطواته بعد مشوار جمعوي و بعد حفلات فنية و ثقافية أحبه الجمهور الشمال سطايفي و قرر ان يقدم اول عمل فني له استغرق سنة كاملة في تحضيره و تلحين.
الشاب وليد يلاقي الجمهور الفني السطايفي و محبيه بأغنية ( صابر لضرار) اغنية سطايفية ذات ايقاع فني خفيف و كلمات قوية ،اطرب فيها الشاب وليد الجمهور ، و عبر فيها عن مأسات و معاناة كبير في حياتي و معبرا في نفس الاغنية انه سيظل واقفا و مضحيا و يتنفس روح الحياة ، و انه لن يستسلم لواقع العقبات و الصعاب و ان الله معه
استحسن الجميع اغنية صابر لضرار فعرضتها اذاعة سطيف عبر أثير امواجها في 8مارس 2003
و في نفس السنة الشاب وليد لم يتوقف عن اغنية صابر لضرارانما زاد حسه للمجتمع و ظلت رسالته نبيلة ملتزمة و في كلمات اجتماعية ، عاد في اغنية اخرى عن اعز ما يملك الانسان و هي الأم ، اغنية يا لميمة التي أبكت الجمهور السطايفي في دار الثقافية في جويلية 2003 ، بمناسبة عيد المراة ،الجمهور بعد الاغنية بعضهم غاص في الدموع و الاخر وقف يصفق اغنية يالميمة التي دعى من خلالها لحب الأم و تكريمها و تقديسها و بلغ للجمهور رسالة و هي ان الام كنز ، و لا ينسى ان نتحدث عن جودة التلحين و الموسيقى التي عملها مع الفريق الموسيقى في اغنية يالميمة
و بعدها في اكابيلا كلاسيكة عن موضوع الغربة ، من منا لا يملك اخا او حد من اقاربه في الغربة ، و ما عاشه الشاب وليد بعيدا عن الاهل ، تحركت عاطفته حول موضوع الغربة ، و قال في احد مقاطعها ، يالغريب اشحال القلب يواسي ارجع لينا الميمة راهي تقاسي ، القلب يشتاق و يتحرك ليك احساسي ، يالميمة اصبري وليد راه عليه يقاصي صابر قلبي لضرار و صابر الدموع شامخة في راسي ، بقلب عطوف و بأجفان باكية كتب الشاب وليد اغنية صابر لضرار و تيعها بالغربة
و دعته الاذاعة بعدها بشهر و كانت الحصة أشبه برحلة فنية كبيرة في موضوعات مهمة و هي الأم و الغربة و المعاناة ،الشاب وليد تحدث عبر الاثير انه لم يدخل الفن لأسباب مادية انما حب عظيم يجمعه بالاغنية السطايفية منذ طفولته
و بتشجيع من اصدقائه و من مدينة العاصمة عند نهاية 2003 قرر الشاب وليد ان يختم العام بعمل فني و كتب من فندق عين البنيان أغنية سماها طال عذابي
اغنية طال عذابي عبر فيها عن صعوبات و احزان تتلو في حياته ‘ تجعل حياته اشبه بهاجس و عبر انه صابر رغم المعاناة رغم البعد عن الاهل ، غياب الدعم المادي لم يمنعه من الوقوف في احد افضل الاستوديوهات في الوطن و انتظر الموعد و عقد الصفقة مع المنتج و اشرف على التلحين من مدينة بجاية في نفس الاسبوع و بعد احتكاك مع ابرز فناني ولايةسطيف انتج وليد نحو السوق الفنية اغنية لقت اسحسان المناسبات و الاغراس ، صابر لضرار في السوق و تم اعتبارها مولود جديد للاغنية السطايفية رغم التهميش الفني حينها
و مع بداية موسم 2004 صعابات كبيرة لاحقت الشاب وليد و الهامش الكبير الذي توجد فيه بوعنداس ، وواقع الثقاقة فيها ، و ديكتاتورية المسؤولين فيها ، و بدا تهميش الشاب وليد من بوعنداس ، فمنعوه من منصب عمل ، مما جعله يغادر الديار نحو مدينة الساحل بجاية ، استقر وليد في بجاية و كتب اغنية زهري خلاني ، فكان نصحها الأول حسبما وجدها مراسلنا في دفتر ارشيف الشاب وليد الذي لم يبخل علينا بكل اسراره الفنية فكان النص الاول لأغنية زهري خلاني زهري خلاني و انا مسافر في لهموم ، قصة الحزن عمرها ما تدوم الحبيب حبيب و في وقت الشدة يهلكني مسموم ، يالميمة وليدك في واقع الدنيا مغموم ، الايام تنادي يا وليد خليك من. الهموم ، و الهموم تنادي يا مسكين و مسموم بهذه الكلمات كتب الشاب وليد زهري خلاني و مع التلحين اضطر لتغير بعضها و تعديل الاخرى ،و بعد جهد و تحضير كبير اصدر الشاب وليد النجمة الاخيرة لأول البوم فني زهري خلاني ،البوم حافل بأغاني اجتماعية انسانية
مرى 2004مرور الكرام ، اشتغل فيها في الحفلات و المناسبات و كان حاضر بقوة في الأعراس قريبا من الجمهور ، و كان حاضرا في المناسبات مثل عيد الاستقلال و عيد المرأة بباقات من الاغاني الوطنية و باغانيه الجميلة ، انتج وليد اغنية تحدث فيها عن الغدر و الجرح الذي يتركه الغدر ، فمن منا لم يعش قصة حب تحطم فيها بالغدر فكان وليد ملتزما في الحديث عن هذا الموضوع ،اقبل الشباب بقوة عن القرص المضغوط لأغنية الحب الغدار
مرت سنوات كثيرة و الشاب وليد يعاني في جحيم الفن الجزائري و هو يتربع على صوت جوهري جميل و لكن في وطن يقدس المادة على الجوهر ، الصيحة السطايفية التي توج بها الشاب وليد ام تلقى تقدير من السلطات الثقافية و رغم التهميش منها الا انه ظل قريبا من الجمهور في بلديته و في كل الولايات التي عمل فيها فنية على غرار وهران و قسنطينة و عنابة و البرج و بجاية و تيزي وزو و ، واقع فني مرير هذا الفنان ، و حتى انه كان لا يعش الاضواء و لم يتهم بالظهور التلفزيوني طيلة مشاوره ، الوضع المادي الميسور جعل وليد يتوقف عن الانتاج لكنه لم يتوقف عن الغناء و في مستوى تواجد فيه الخير السطايفي و سمير السطايفي الا انه فرض نفسه لحد ما في واقع الاغنية السطايفية
كما قال وليد في حصته الثانية مع اذاعة الهضاب ، انا امازيغي و انا سطايفي ، ان اللغة تبقى لغة و انا فخور انني امازيغي و عذا لا يمنعني من الغناء السطايفي ، انا صريح جدا لم انجح في الاغنية القبائلية لأنني لا اجد الكلمات التي تناسب موضوعاتي ، احتكاكي الكبير بالفنانين السطايفين الذين اعتبرهم اساتذتي مثل المرحوم سمير السطايفي احترم كثيرا الاغنية القبائلية و استمع اليه و لدي امكانيات في عزفها لكن ميولاتي للاغنية السطايفية اكبر
في 2006 حدثت ثورة ثقافية كبيرة كانت لتحصي محصولها مع فنانين امثال الشاب وليد فانتج اغنية قلبس مجروح ، اغنية قلبي مجروح ليس اغنية عشق و غرام كما تبدوا من العنوان انما في نصها الغنائي اغنية دعت للحب الملتزم و فهم شعور الغير و ان الحب ليس نقود و جواهر و ان الزواج يحتاج قلبين و لا يحتاج كومة نقود كما يعتقد مجتمعنا ، في هذه الاغنية التي بعثت الالبوم التالي ، و دفعت بالشاب وليد اكثر ، للتكوين الموسيقي الناجح في الاغنية ، الشاب وليد رفض دعوة الاذاعة و التلفزيون و رفض دعوة من جمعية كابيل فرنكوفون من اجل حفل موسيقي في عاصمة الجن و الملائكة باريس التي كانت لتكون فرصته لمغادرة الوطن المشكل المادي عمل فعلته فلم يلبي الدعوة و ارتباطاته العائلية ايضا ، اغنية قلبي مجروح لقت استحسان كبير فكانت مطلوبة في الحفلات و الاعراس اكثر و ظل الشاب وليد يشكر الفريق الذي يعمل معه في كل الالات الموسيقية ، و يقول انه فريق و ليس شخص واحد ، الشاب وليد لم يحرم محبي الفن في منطقته فعمل لهم ورشة و كون فرقة تفرغ لهم من وقته و على حساب اسرته لكن سرعان ما تلاشت الفرقة لأسباب ادارية و تظل السلطات هاجس العمل الابداعي في منطقة بوعنداس
ولاية سوڨ اهراس دعت الشاب وليد في حفل فني كبير استضافته علي خشبتها ، فتعالت اغانية من اغنية يالميمة حتى اخر اغنية له ، والي الولاية شخصيا تقدم له بتكريم شخصي و كان سعيدا به كل السعادة و تظل ولاية سطيف تهمشه و تتجاهله و في واقع فني كارثي اهتموا باغاني الواي واي الفاسدة و ضاع الفن الملتزم وراءه ، مديرة دار الثقافة بجاية السيدة قاوة سليمة اتصلت به شخصيا و حرك الجمهور البجاوي في سهرات رمضانية ابدع فيها و تقرب لجمهور بجاية بكل فنية و ابداع
و بعدها بذلك تلقى الشاب وليد دعوات من قنوات تلفزيوتية على غرار بور تيفي و الشروق و النهار و كانت اول حصة تلفزيونية له مع بور تيفي التي يعدها عمر بن رقطة
المشوار الفني للشاب وليد استمر و علاقته الجيدة مع ديوان حقوق المؤلف لسيرته الذاتية الجيدة معهم و بعدها و قدمت له وزارة الثقافة شهادة فنان محترف و بطاقة فنية احترافية كفنان مؤهل ، و كان هذا اعظم تتويج له و من المقرر ان يصدر هذه المرة اعمال فنية وطنية التي اعتبرها بدوره واجبه الفني اتجاه الجزائر الحبيبة
Comments